اضغط لايك و تابع كل جديدنا

31‏/03‏/2011

وثائق جديدة لـ”ويكيليكس” تكشف تقاربا بين نخب سياسية تونسية في الحكم و المعارضة و واشنطن خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف 2006










المشهد التونسي-الأخبار اللبنانية 31 مارس
نشرت جريدة “الاخبار” اللبنانية منذ حوالي الأسبوع (عدد 24 مارس) مقالا يلخص دفعة جديدة من وثائق “ويكيليكس” الخاصة بتونس و التي تحصلت علىها “الاخبار” بشكل حصري. و كان الموضوع المشترك للدفعة الجديدة ردود الفعل التونسية الرسمية و غير الرسمية على الحرب الاسرائيلية على لبنان في جويلية-أوت 2006 كما نقلتها السفارة الامريكية في تونس.


و اضافة للردود المعلنة تكشف البرقيات انطباعات و آراء النخبة السياسية التونسية الحاكمة منها و الممثلة للمجتمع المدني و كان بعضها مفاجئا و مختلفا عن المواقف المعلنة. ففي الوقت الذي جاءت فيه المواقف الرسمية للسلطة في تونس منددة بالحرب الاسرائيلية تنقل برقية مؤرخة في 14 جويلية 2006 لقاءا جمع بين السفير الامريكي ويليام هادسون و وزير الدولة للشؤون الخارجية حاتم بن سالم نقل فيه الأخير تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة للسفراء العرب في تونس في اجتماع مغلق. وتوقف بن سالم عند موضوع تصويت مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وقال إنّ الحكومة التونسية تدخلت للتأجيل، لكنّها أتت متأخرة.
في زيارة أخرى وداعية للسفير هادسون، هذه المرة الى وزير الخارجية آنذاك عبد الوهاب عبد الله في 18 جويلية، كان لبنان وغزة على جدول الأعمال أيضاً. فالوزير عبد الله، الذي تسخر برقيات أخرى من هواياته وتصرفاته، اشتكى من الوضع الإنساني «الخطير» في لبنان، متوقعاً ألا ينتهي العنف قريباً. وأضاف عبد الله إنّه «كقانوني مصدوم من السماح لمجموعة مسلحة بأن تتحدى سلطة الدولة»، في إشارة الى حزب الله. وتحدث عبد الله عن عدد التونسيين الموجودين في لبنان وجهود السفارة لإجلائهم، فيما وضع السفير ملاحظة في البرقية عن ورود معلومات مختلفة إليه، ما يشير الى أنّ الوزير يبالغ في تقدير نوعية الجهود التي يقوم بها لحماية مواطنيه في لبنان.
واشتكى عبد الوهاب عبد الله من اضطرار حكومته الى مواجهة شعبها الذي يريد التضامن مع اللبنانيين والفلسطينيين، ومن أنّ بعض الأحزاب التونسية والمنظمات غير الحكومية تستغل الوضع لتتظاهر. ونقل السفير لوزارة الخارجية في واشنطن من أنّ هذه التظاهرات حفلت بشعارات مناهضة لأميركا وإسرائيل وأخرى تشيد بنصر الله.
وفي برقية تعود إلى 11 أوت يكتب المكلف بأعمال السفارة دافيد بالارد انه يخاف من أن يؤدي ما يحصل، وسيادة الشعور المعادي للولايات المتحدة، إلى تدهور علاقة السفارة مع مصادرها من الجمعيات والمجتمع المدني والمستقلين. و نقلت البرقية في هذا السياق حوارا بين أحد مسؤولي السفارة و “شخصية اعتبارية من المجتمع المدني التونسي و من هيئة 18 أكتوبر” يحذر فيها من استمرار الحرب قائلا أن بروز حزب الله في هذه الأزمة “بمثابة الفيتامينات للاسلاميين” في تونس. و في ذات السياق تشير البرقية الى أن “المثير من مصادرها” من التونسيين (لم تسمهم) اشاروا الى تشويه هذه الحرب لصورة واشنطن. في حين علق بالارد بأن هذه الاجواء يمكن أن تؤثر على صلة السفارة بـ”مصادرها” من المنظمات و الافراد في المجتمع المدني.
وفي برقية مؤرخة في اليوم التالي أي 12 أوت نقرأ عن مدى التتنسيق بين واشنطن و الحكومة التونسية في هذا الملف حيث أنّ أحد موظفي السفارة سلّم مسؤول مديرية الأميركيّتين في وزارة الخارجية التونسية، مهدي فرشيشي، النقاط التي يجب التطرق إليها في اجتماع مجلس الأمن الذي سيعقد حول لبنان. في المقابل، تنقل برقية صادرة يوم 16 أوت ترحيب تونس بصدور القرار 1701. وتوضح الوثيقة أنّ المكلف بالأعمال، التقى أحد مسؤولي وزارة الخارجية وطلب منه معلومات عن أيّ قوافل إنسانية ستنطلق إلى لبنان.
بعد يومين من ذلك، في 18 أوت، يرسل بالارد برقية أخرى عن الفرحة التونسية بـ«هزيمة الإسرائيليين». وبعد عرض ردود الفعل الرسمية وعناوين الصحافة، ينقل بالارد أنّه التقى مجموعة من قادة بعض المنظمات المرخص لها من المجتمع المدني مثل “الاتحاد العام التونسي للشغل” و “جمعية النساء الديمقراطيات” و “الرابطة التونسية لحقوق الانسان”. ويقول إنّ هؤلاء قلقون من أنّ الأعمال الأميركية في المنطقة وارتفاع العداء لأميركا تقوي الإسلاميين المتطرفين وتعرض موقع المعتدلين وقدرتهم للضعف. وتنقل الوثيقة لقاءً بين موظف في السفارة و القيادي في “حركة النهضة” زياد الدولاتلي و كذلك الصحفي و الناشط الحقوقي صلاح الدين الجورشي، حيث يقول هذا الأخير إنّ الحرب في لبنان ومساندة أميركا لإسرائيل قوّتا «حزب الله وغيره من المجموعات المتطرفة”.
أخيرا و بعد انتهاء الحرب تذكر برقية مؤرخة في 25 أوت أنّ الأحداث في لبنان لا تزال هي الطاغية في الإعلام وبين الناس. و تنقل الوثيقة أن لقاءات جمعت ممثلي السفارة مع تونسيين من المجتمع المدني مثل رئيس رابطة حقوق الانسان مختار الطريفي و رئيس تحرير صحيفة “الموقف” رشيد خشانة و الناشط الحقوقي خميس الشماري أكدت على التأثيرات السلبية للحرب على صورة الولايات المتحدة و على علاقة الحكومة الامريكية على بمنظمات المجتمع المدني. و نقلت البرقية ايضا قلق “ناشطين علمانيين في المجتمع المدني” من أن التونسيين سينظرون الى “المقاومة العنيفة عوض النشاط المدني و الديمقراطي” كوسائل أنجع لتحقيق الأهداف السياسية. و يشيرون في ذات الوقت الى الانقاسم بين “المثقفين و غير المثقفين” في تونس مؤكدين أنه سيقع النظر الى حسن نصر الله كـ”بطل” بين التونسيين.
فيما يلي رابط للاطلاع على مقال جريدة الاخبار مع روابط للبرقيات الامريكية كما وردت في الأصل باللغة الانجليزية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...