اضغط لايك و تابع كل جديدنا
30/03/2011
الجزيرة تواطأت.. نهاية عصر الاكاذيب
صحف عبرية
كلما مر الوقت خفت الحماسة في أوساط المثقفين العرب من 'الديمقراطية المذابة' التي تتطلع اليها الثورات في تونس وفي مصر. ومع أن المتظاهرين يتوقعون العدالة الاجتماعية، الرزق الشريف والتعليم الجيد لاطفالهم، الا ان الهزات في هذه الانظمة لم تثبت بعد ان الحكام الجدد يسيرون في الطريق الصحيح.
بالمقابل، فان الاحتفالات في وسائل الاعلام بالشكل الديمقراطي الذي جرى فيه لاول مرة استفتاء شعبي في مصر على التعديلات الدستورية بعيدة عن الحقيقة. تكفي بضع حوادث في اثناء يوم الاستفتاء لتثبت بان الحكام الجدد ايضا ينتمون الى الجيل القديم؛ ان الحديث يدور عن ذات الامر مع تغيير الشكل. والدليل كما يشير مأمون فندي، في صحيفة 'الشرق الاوسط' الصادرة في لندن هو أن الطريقة القديمة من مظاهر الخداع في صناديق الاقتراع لا تزال ترافق الحملة الحالية. شهادات على ذلك وجدت في بطاقات التصويت الاصلية مع اشارة مسبقة امام مسجد رابعة العدوية في القاهرة. شهادات اخرى عرضت في مقاطع فيديو على اليو تيوب. لا يمكن اخفاء الشمس بالغربال. لا ريب في أن التكنولوجيا الرقمية التي غذت الثورات تواصل الكشف عن اكاذيب الانظمة الجديدة والقديمة بوسائل جد بسيطة مثل الهاتف الجوال، مجموعات الفيس بوك او مستخدمي التويتر. في العصر السابق، كانت وسائل الاعلام الرسمية تسيطر عمليا على نشر معلومات كاذبة تخدم الحكام. في سورية الاسد يستوعب هذه الحقيقة ببطء شديد وبشكل متأخر أيضا.
'الجزيرة' التي لعبت دورا لا بأس به في تغذية نار الانتفاضات، ساهمت هي الاخرى في يقظة الجماهير. ولكن الى جانب هذه المساهمة يوجه المعقبون لها ايضا الانتقاد بسبب امتناعها عن التغطية المناسبة في سورية. المعقبون في مواقع الانترنت هاجموا مقابلة شاملة اجرتها الشبكة مع د. عزمي بشارة الذي فر من اسرائيل، وعني بالتطورات الاخيرة في المنطقة. فكيف قفزت الاسئلة عن الوضع في سورية؟ تساءلوا.
وجدت أيضا ردود فعل مستخفة بالتقدير السابق لبشارة عن ان النظام في سورية مستقر. على الاقل في حالة سورية يبدي الولاء. مشوق أن نشير الى ان توقعاته بالنسبة للانظمة الملكية مثل البحرين اكثر تفاؤلا. فبزعمه، حكام البحرين لديهم مساحة مناورة أكبر لان بوسعهم ان يغيروا الحكومات ويدخلوا الاصلاحات.
من ناحية اسرائيل انكشفت عورة الحكام العرب الذين حاولوا في العقود الماضية بيع الافيون للجماهير. فتحت ذريعة الصمود امام العدو الصهيوني والامبريالية، اهملوا رفاه شعوبهم في ظل ممارسة وسائل القمع. وحتى في الساعات الحرجة هذه، حين يحاول النظام السوري من خلال رزمة الاصلاحات مصالحة الجماهير التي ستة من كل عشرة منهم يعرفون كفقراء، فان الاسد يتمسك بهذا الخط. وهو يتهم مرة اخرى اسرائيل التي بزعمه تهيج الجماهير.
محاولة اخرى كانت في اثناء الانتفاضة في مصر: فقد أعلنت وسائل الاعلام على لسان مصادر رسمية بانه القي القبض على مشبوه بالتجسس تستخدمه اسرائيل والولايات المتحدة. وقد أجادت الشرق الاوسط في وصف ذلك بقولها: 'خبز عيش وكرامة المواطن العادي، من السعودية وحتى الجزائر عبر دمشق، ليس شتم اسرائيل من الصباح حتى المساء هذا خبز عيش المثقف الذي تتطلع عيونه الى الايديولوجيا'. كل ما يريده المواطن هو أن تعيش اسرته بكرامة وأن يدفع حساب الهاتف الجوال. توجد شهادات على ذلك ايضا في اوساط السكان في غزة الذين ملوا حكم حماس. لا يمكن خداع كل العالم كل الوقت.
معاريف 29/3/2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق