بعيدا عن تلك الجمل الرنانة التي يرددها السياسيون على مسامعنا ليلا نهارا في القنوات التلفزية والإذاعات وعلى أعمدة الصحف بان يوم 24 أكتوبر سيكون عرسا للديمقراطية وستشهد البلاد أول انتخابات شفافة ونزيهة وستكون لأصواتنا أهمية كبرى في تحديد ملامح المرحلة المقبلة يعيش التونسيون نوعا من الخوف والرهبة من موعد الانتخابات وخشية من الفوضى التي يراها البعض قريبة
هذه الخشية دفعت الكثيرين إلى الحرص على شراء المواد الغذائية لخزنها تحسبا لأي تطور قد يحصل وزادت اللهفة والخوف وكأن يوم 24 أكتوبر هو نهاية العالم وليس موعدا انتخابيا وبدل انتظار هذا اليوم رأى البعض أنه من الأجدى تخزين الحليب والدقيق والعجين ولم لا البقاء في المنزل حتى يمر على خير
حين مر كسوف الشمس على البلاد
ذات يوم من صيف 1999 دب الرعب في القلوب وتحدث الناس عن نهاية العالم ورابط التونسيون في منازلهم بعد أن خزنوا الأغذية بأنواعها تحسبا لأي انتقال إلى العالم الأخر وهو ممارسات تذكرنا بما يحدث الآن وتذكرنا أيضا بما يحدث قبل شهر رمضان وخوف من نفاذ السلع وكأننا خلقنا لنأكل ونفكر في بطوننا لا غير
مصلحة التزويد بوزارة التجارة والسياحة لا تنفك تطمئن الناس أن السلع متوفرة وحتى لو حصل نقص في احد المواد يتم تدارك ذلك سريعا عبر الاستعانة بالبضاعة المخزونة ولكن لا فائدة ترجى فالتونسي لا يصدق وزاراته ولا حكومته بل يصدق فقط الإشاعات والأقاويل التي تؤكد أن البلاد ذاهبة إلى المجهول لذلك يجب تحضير أنفسنا من الآن
لا احد فينا يتمنى أن يعاد سيناريو الايام التي تلت 14 جانفي حين اختفت المواد الأساسية من الأسواق ودب الهلع في النفوس وسحب الناس ودائعهم من البنوك وحينها صار لقطع البسكويت أهمية تضاهي أهمية الخبز
ولكن هذه الأيام لا نتصور أن الوضع مرشح لحصول شيء كهذا خاصة وان الجميع راغبون في ضمان انتقال آمن للسلطة في مراعاة لمصالح العباد وخاصة لبطونهم
لا نظن أن العالم سينتهي يوم 24 أكتوبر بل قد يكون هذا اليوم بداية لمرحلة جديدة نتنفس فيه بعضا من الحرية
وحتى يحين ذلك الموعد الرجاء من السادة المواطنين والمواطنات الحد من لهفتهم وخشيتهم وعدم إفراغ السوق فمجاعة الصومال على ما أظن بعيدة عنا ولن نضطر يوما لتلقي المساعدات الغذائية عبر طائرات الهليكوبتر والشاحنات لذلك رجاء سيطروا على خوفكم وإشاعاتكم قليلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق